جلستُ مع نفْسي..
وما كانَ غيرُها..
أنيسي
مُشتّتةَ الأفكار..
تائهةً.. منّي إليها
يُغرِقُني سرابٌ..
يشُلُّ الأنظار
وسطَ أسئلةٍ..
تتّضِحُ حُلولُها تارة..
و أخرى يُظلّلُها الغُبار
تتسارعُ ضاربةً عُمقَ
العقلِ
كما الإعْصار
وفكّرتُ في ألْفِ سُؤال..
ومع كلِّ سؤالٍ..
كانَت قدمايَ تحمِلاني
بعيدا..
عن هذا العالم
حيثُ بدأتُ أبحثُ..
عن معنى الاستِقْرار
كنتُ أشعُرُ بِتلاشي..
العُمر
وفكّرتُ مليّا في دهشةِ
العصرْ
حينَ يحضُرُ الجسدْ..
مُكتسياً ثوبَ الحَسدْ
لِِيغيبَ الضّميرُ..
لا بل يُقبرْ..
في بُحيرةٍ..
ماؤها يُخفي دقَّةَ
البَصرْ
فكّرتُ في فِتنٍ فارِسُها
فُسقٌ يتودّدْ
تَحْتسيها النّفوسُ شرابا..
بِمذاقهِ تسعَدْ
فكّرتُ في أيّامٍ..
تتسارعُ..
تركُضْ
وفي نفَسِها القصيرِ..
تتأرجحُ قلوبٌ..
صغيرةٌ..
بريئةٌ ..
على الظُّلمِ تُرَوّضْ
و هُناكَ حيثُ اللاّ أمنْ..
ينبُتُ حُزنٌ..
فيهِ أحلامُها
تتبدّدْ
فكّرتُ في دُنيا
تُباغِتُنا ابتسامتُها..
الغارِقة في وَحْلِ المَكر
فتُغرينا..
فنَغترّ
وتُنسينا..
فنَنْهار
وحينَ ينْجلي ليلُها..
الأسوَدْ
ويطلُعُ النّهار
نجِدُنا بِلا مَقْصِدْ
نتمايلُ سُكارى..
تنبعِثُ منّا روائِحُ الذلِّ
مُقيّدينا بِلُغةِ الانتظار
فلا نعثُرُ على أنفُسِنا
وقد تَوارتْ بِأسئلةٍ
غَيْمتُها عذابٌ
للسّكينةِ يُفقِدْ
آهٍ..نفسي
هل أغسلكِ بين أمواجِ
الدّموع؟؟
فقدْ يوارى عالَمُكِ..
الماسي
فتنصهِرُ أنفاسي
و اللّسانُ يُعْقد..
فبِمن يَستنجِدْ؟؟
أراني بينَ هواجِسِ..
تساؤلاتِكِ
مشلولا مُقْعدْ
فهلاّ وجدتُ عندكُم أجوبةً
تُعيدُ مأمنَ المرقدْ
علَّ الغفلةَ ترقُد
وصحوةُ الضّميرِ تنبِضُ
فتتجدّدْ