طئ من يظن القلب حجرة واحدة يسكنها شخص واحد ..
فيكون له وحده الحب و معه وحده الحلم ..
قلبي بيت كبير ..
قليلا ما يخطر لنا زيارة قلوبنا ..
أو التساؤل عن ساكنيها ..
ما فعلت الأيام بهم ..
و ما أبقى الزمان منهم ..
حجرات كبيرة ..
يسكنها أناس كثيرون كثيرون .
.
قد يدخل بعضهم ..
و ننسى أنه دخل مع أنه يشغل حجرة و يسكنها ..
.قد يغادرها و لكنها تبقى حجرته للأبد ..
لأن قانونا صارما يطبق هناك : لا أحد يحل محل أحد .. لكل مكانته و حجرته .
.
ولكن لعلنا كلما استضفنا نزيلا جديدا ننسى الباقين زمنا ..
فنظن أن في قلبنا شاغر واحد ..
مخصص لشخص واحد .
.
ها انا اليوم .
.
أتنقل بين الحجرات ..
أتذكر و جوه الراحلين !!
غريبون هم هؤلاء النزلاء
..
بعضهم يدخل دون أن نشعر .
.
نفاجأ به و قد غدا نزيلا مهما .. بل مهما جدا ..
بعضهم يخرج دون ان نشعر ..
نبحث عنه فلا نجده ..
بعضهم يخرجون بصعوبة ..
و لكن ليس لنا يد في خروجهم .
.
تخرجهم الظروف و الأيام .. نتشبث بهم .. نناديهم .. و لكنهم يرحلون ..
هؤلاء نبكي شوقا لذكراهم ..
بعضهم يخرجون بصعوبة ..
نخرجهم نحن عنوة ..
نقتلعهم اقتلاعا ..
و يرحلون بعد أن يجتثوا أجزاء من قلوبنا ..
هؤلاء نبكي ألما من ذكراهم ..
بعضهم يدخل و يخرج دون أن يدري هو .
.
و بعضهم يدخل و يخرج دون أن ندري نحن !!
.