السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
لدي سؤالان:
الأول: كيف أصبح إنسانا متفوقا في كل المجالات، وفي دراستي تحديدا؟ وكيف أحصل على أعلى الدرجات؟
الثاني: كيف أقوي صلتي بالله سبحانه وأكسب رضاه جل وعلا؟
وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الفاضل- ونؤكد لك أن تحسين الصلة بالله، وتجويد الصلة بينك وبين الله هي بداية للنجاحات والفلاح في الدنيا والآخرة، لذلك سنجعل البداية بها، والحقيقة أن الإنسان يُصلح علاقته بالله إذا علم الغاية التي خُلق لأجلها، فإن الله العظيم هو القائل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ * ما أريد منهم من رزقٍ * وما أريد أن يُطعمونِ * إن الله هو الرزق ذو القوة المتين}.
فإذا أدرك الإنسان الغاية التي خُلق لأجلها وعمل من أجل المهمة التي كلفه الله تبارك وتعالى بها، فإن الله ما خلقنا عبثًا ولم يتركنا سُدىً، فإذا أدى الإنسان ما عليه فإن الله تبارك وتعالى تكفل له بالرزق، ومن الرزق النجاح والفلاح في حياته، والله تبارك هو الوهاب، الذي يُعطي بلا حساب سبحانه وتعالى.
ولكنَّ هذا العظيم الذي خلقنا لعبادته والنجاح والفلاح والسعادة يبدأ بالقيام بهذه المهمة، وما يقتضيها من صلاة وخشوع وصيام وذكر وإنابة، أن يتذكر هذا الهدف الذي خُلق من أجله، ومع ذلك فإن الله تبارك وتعالى بنى هذا الكون على أسباب لا بد أن تُتخذ، فالإنسان عليه كي ينجح في دراسته لا بد أن يذاكر، ولكي ينجح في زرعه لا بد أن يجتهد ويحصد في وقت الحصاد، ويتعهد الزراعة بالرعاية لكي ينجح في زرعه، فما من مهمة ومن عمل يريد الإنسان أن ينجح فيه إلا عليه أن يبدأ باتخاذ الأسباب، ثم يتوكل بعد ذلك على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
وبالنسبة للدراسة: أنت بحاجة إلى تنظيم الوقت، بحاجة إلى حسن الفهم، بحاجة إلى حسن القصد، بحاجة إلى ترتيب المواد بحسب أهميتها، بحاجة إلى التواصل مع المدرسين، بحاجة إلى تنظيم أوقات المذاكرة، وإعطاء الجسم والنفس حقها وحظها من الراحة ومن الطعام.
أنت بحاجة كذلك إلى أن تصادق الجادين في دراستهم، المهتمين بمستقبلهم، أنت قبل ذلك بحاجة أن يكون لك هدف واضح تسعى في الوصول إليه، وأرجو كذلك أن تعمر قلبك بالإيمان ونفسك بالسلامة، وتحمل الخير للناس، وكن عونًا للضعفاء ليكون العظيم في عونك سبحانه وتعالى، كن عونًا للضعفاء والمحتاجين ليكون العظيم مالك الأكوان في حاجتك، واجتهد في بر والديك، واحرص على صلة الرحم، فإن هذه طاعات، تعين الإنسان على أن يكون متفوقًا، واشغل نفسك بالاستغفار عند كل مسألة تصعب عليك، كما كان يفعل شيخ الإسلام ابن تيمية، وأكثر من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – ومن قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها فيها ذكر، وهي استعانة بالله العظيم، ثم عليك بكثرة التوجه إلى واهب النجاح وواهب الفلاح سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا السؤال وهذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وتوفيقًا.