"ذاكرة الجسد" ... مسلسل تلفزيوني
بيروت - أعلنت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي خلال تواجدها في الجزائر
لتكريمها من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الأول من تشرين
الثاني \ نوفمبر والذي صادف العيد الوطني للثورة الجزائرية ، أنه تم
الاتفاق مع تلفزيون أبو ظبي على إنتاج مسلسل عن روايتها الشهيرة ذاكرة
الجسد، وبأنه قد تم إختيار نجمة ستار أكاديمي الجزائرية أمل بوشوشة لتجسيد
دور البطولة النسائية مع كوكبة من النجوم العرب لم تفصح عن أسمائهم بعد،
ومن المقرر أن يسند إخراج العمل الى المخرج السوري نجدة انزور. وسيتم تصوير
المسلسل بين فرنسا، والجزائر، وقسنطينة، وإسبانيا، وتونس، وبيروت ...
وجاء إختيار أحلام للجزائرية أمل بوشوشة لإعجابها بموهبتها، ولأنها شكلاً الأقرب لشخصية حياة بطلة الرواية...
وتم توقيع العقد مع أمل في بيروت، ومن المقرر أن يعقد قريباً مؤتمر صحفي في
بيروت للإعلان عن تفاصيل المسلسل ... وبذلك تحقق أمل خطوة جديدة على درب
النجومية الشاملة التي تجمع بين الغناء، والتقديم، لتضيف اليها اليوم
التمثيل.
وكانت احلام قد أعلنت بأنها تراهن كثيراً على هذا العمل لتقول تلفزيونيا ما
لم تستطع قوله كتابة، وقالت إن المسلسل "سيكون أكبر عمل تلفزيوني عربي".
يذكر أن هذا المشروع الذي تحدثت عنه أحلام كثيرا في الإعلام العربي، سبق أن
تنقل بين الراحل يوسف شاهين ونور الشريف والمركز العربي في الأردن، حيث
كان متوقعا أن تنتج الرواية في شكل مسلسل ثم فيلم، ثم سقط المشروع في الماء
نهائيا بسبب حديث الإعلام آنذاك عن وجود خلاف بين الكاتبة وبين المشرفين
على العمل حول تفاصيل المشروع.
والجدير بالذكر أن "ذاكرة جسد" صدر منها حتى شباط \ فبراير 2004, تسعة عشر
طبعة، بيع منها أكثر من 130000 نسخة، والتي تحولت خلال فترة وجيزة من
صدورها إلى ظاهرة شبه استثنائية في الكتابة العربية المعاصرة، محققة
لكاتبتها النجومية على مستوى الوطن العربي منذ قدمتها للقارئ سنة 1993 في
بيروت، واعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر
سنوات الأخيرة.
وتتلخص حكاية الرواية في: خالد الشاب الذي يقاتل في إحدى جبهات الثورة
الجزائرية تحت قيادة (سي الطاهر عبد المولى) - وكلاهما من مدينة قسنطينة -
والذي يصاب في إحدى المعارك فيتم نقله إلى جانب عدد أخر من المصابين إلى
تونس محملاً بوصية من (سي الطاهر) إلى عائلته المقيمة هناك والمؤلفة منه
وزوجته وطفله ناصر، وطفلة وليدة يسمونها لاحقاً بأسم (حياة)، بينما تنص
الوصية التي يحملها للعائلة أن يقوم خالد بتسجيلها باسم (أحلام).
يتم بتر يد خالد اليسرى على إثر الإصابة، ويجري تدريبه طبياً على الرسم كي
يتكيف على وضعه الجديد ويقتل (سي الطاهر) دون أن يرى وليدته التي أصبحت
بمثابة ابنة رمزية لخالد، في هذه الأثناء تستقل الجزائر، ولكنها تتعرض لنهب
وفساد من قبل رجالات الثورة وغيرهم من الانتهازيين والمرتزقة، فيغادر خالد
إلى باريس تاركاً عمله في رقابة المطبوعات، ويصبح رساماً، حيث تعرف على
الشاعر الفلسطيني زياد الذي كان يعمل مدرساً للغة العربية في الجزائر ونشر
ديوانين هناك، وكان يبدو أنه دائماً على سفر.
ويستمر الخيط الدرامي لأحداث الرواية من خلال تداعيات خالد، حتى بعد خمس
وعشرين سنة من خروج خالد من الجبهة، حيث يقيم معرضاً في باريس تزوره (حياة)
وابنة عمها (سي الشريف) الذي أخذ يحصد المناصب والمكاسب ثمناً لدم أخيه
(سي الطاهر).
تعرفه ابنة سي الشريف على نفسها بأنها الآنسة عبد المولى، فترتد ذاكرته إلى
الوراء فجأة خمسة وعشرين عاماً ويأمل في أن تكون (الأخرى) هي الطفلة التي
سجلها باسم أحلام وليست من تعرفه بنفسها ! فيقع في حب (حياة) بصورة
ميلودرامية، ويتواعدان ويتلاقيان، ويرسمها موحداً إياها بقسنطينة.
في هذه الأثناء يحضر الشاعر زياد لزيارة مفاجئة إلى باريس ويحل ضيفاً على
خالد مثيراً غيرته، إذ تتعرف عليه حياة، بينما يضطر خالد للسفر إلى إسبانيا
تاركاً إياهما يتبادلان الإعجاب.
ويعود، فيسافر زياد تاركاً حقيبته عنده، وتسافر حياة إلى قسنطينة. ولاحقاً
يدعوه سي الشريف إلى عرسها، بينما يقتل زياد، ويبحث هو بحقيبته عن دليل على
الحب بينه وبين حياة، ولكنه لا يقع على ما يقطع الشك باليقين.
ويسافر إلى قسنطينة لحضور العرس، وفي حضوره إلى قسنطينة ينفرش التاريخ
الكئيب المستلب الذي صار ممحوقاً للمدينة التي كانت يوماً تحتفي بكل ما هو
جليل، وبعد العرس يعود إلى باريس، لكن نبأ موت أخيه في حادث يعيده إلى
الجزائر عارياً من كل شيء حتى من الوطن الذي لم يعد وطناً.
ويذكر أن الرواية حازت على جائزة "نجيب محفوظ" للرواية سنة 1997. وهي جائزة
تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة لأهم عمل روائي بالّلغة العربية،
وجائزة "نور" عن مؤسسة نور للإبداع النسائي القاهرة 1996، وجائزة "جورج
طربيه للثقافة والإبداع" سنة 1999 لأهم إنتاج إبداعي (بيروت). وظلّت لعدة
سنوات الرواية الأكثر مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية (معارض
بيروت - عمّان- سوريا- تونس- الشارقة).