ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا

[size=21][size=21][size=21][size=21][size=25][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=25][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/size]

[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم

ان
التقوى بلا شك هي رأس الامر كله, وبها ينجلي الضباب من القلب ,وتستنير
سبيل حياة المؤمن, ويستقيم أمر العام, والخاص في الدنيا كلها.
وللتقوى فضل عظيم يقول الله تعالى=(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) سورة الطلاق
وقال ايضا=(ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا) سورة الطلاق
والمتقون مكانهم واحد هو الجنة ونعيمها لقوله تعالى=(وازلفت الجنة للمتقين) سورةق
وقال ايضا =(والآخرة عند ربك للمتقين) سورة الزخرف
فلا بد من تحقيق هذا الفضل لتكسب هكذا مقام, وبطبيعة الامر لا يتاتى هذا الامر, الا بمعرفةاركان التقوى.
**الركن الاعظم ان يطاع الله ولا يعصى
وبهذا الركن يصعب الامر جدا فلا يمكن
لمن يحقق هذا المراد فالانسان يبقى انسان أي أنه ليس ملك مقرب ,ولا نبي
مرسل ,ولا معصوم .... وبالتالي كل معرض للوقوع خاصة في زمان الفتن
المتكالبة على الامة كوابل المطر...فقد يرتكب المسلم الصغيرة ,والكبيرة
,ويقع في المعاصي كلها ,وربما مرات ومرات .
لكن يقال لك ابشر فان الرب رحيم, وان الله غفور, والدليل في كتاب الله يقول تعالى=( سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) سورة ال عمران
ويذكر الله صفاتهم فيقول =(الذين ينفقون في السراء والضراء والكاضمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران
وهنا بيت القصيد في تتمة الاية =(والذين
اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر
الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) .
اذا التقي قد يزل وقد يعصي لكنه ليس
كغيره ; فالشقي فانه يذكر بربه فلا يتذكر; اما الاول يذكر, او حتى لا يذكر
يعود الى ربه خاضعا متذللا لربه منيبا اليه لا ملجا له الا الى ربه الحنان
المنان راجيا عفوه منقيا ما تلطخ من ثوبه النقي بدموع الالم والندم .
فالتقي يتوب الى الله متابا استنادا الى قول الله فيما نقله خير البرية صلى الله عليه وسلم =( يا
ابن ادم, ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك, ولا ابالي, يا ابن
ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ,ثم استغفرتني غفرت لك ,يا ابن ادم لم انك
اتيتني بقراب الارض خطايا, ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ,لاتيتك بقرابها
مغفرة)فالتقي اذا ظلم نفسه تذكر ربه فاناب ,وثاب, وهو متيقن بفرح ربه بعودته
فهو الغني عن العالمين لا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية.
الا انه متذكر لنصيحة المعلم صلى الله عليه وسلم لمعاذ =( يا معاذ! اتق الله حيث ما كنت ,واتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترميذيفيا
أخي التقي! ويا أختي التقية ! حقق التقوى بتجديد التوبة بعد الزلة ,وأعمل
بعد السيئة الحسنة, وركز على حسن الخلق مع الناس فالتقي ليس بظالم لان من
صفاته كظمان الغيظ ,واعفاءه عن الناس ,واتصافه بالحلم...
فعد كلما زلت قدمك فان الله جل وعلا لا يمل حتى تملوا....
**الركن الثاني ان يذكر فلا ينسى
فكلنا يستطيع أن يكون ذاكرا لربه
,ومتذكرا لوجوده معه أين ما كنت ,أو ارتحلت فالجندي في جنديته, والموظف في
وظيفته, والطبيب في عيادته...
فان صححت النية فانت في طاعة ربك كما قال النبي (ص)=( عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله وعين تبكي من خشية الله)
فما المانع وانت في مهمتك تذكر ربك
وتجدد نيتك وتكرر في ذهنك ما تحفظه من كتاب الله...او ان تحمل كتاب الله في
ج.يبك , وعد الى كتاب ربك في الموطن الذي استشكل عليك ,وانت تاتي شهوتك
الحلال جدد النية, واذكر ربك تكن في طاعة..
المهم أن تعف نفسك عن الحرام وتجدد النية دوما وأبدا كما قالت مريم البتول=( رب اني نذرت لك ما فيي بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم) ال عمران فترزق بها الولد الصالح, وتجعله وقفا لله تعالى فتعم المشاريع هاته لكن اين المتذكر..
والذكر لله خده على شموله وكماله اي
اذكر ربك في اي موطن انت فيه لا تجعله مخصصا لما بعد الصلاة ,وحسب ;بل كن
ذاكرا على كل احوالك واحيانك.
ويقال لك الذاكر لربه حي لا ميت ,وان حبست عنه الاعضاء, والغافل عن ذكر الله ميت وان تحرك بين الاحياء!
فكم من عليل طريح الفراش حي بقلبه
النابض بذكر ربه تعالى ,وكم من قوي يتحدى شرع الله, ويبارز بالمعاصي فوالله
ان قلبه لا مات في صدره حي; فان الحياة الحقيقية هي حياة القلوب لا
الابدان...
جاء رجل الى سفيان الثوري فقال له=( يا امام لقد ابتليت بمرض البعد عن الله فصف لي دواءا**/ فقال الامام الثوري =عليك
بعروق الاخلاص, وورق الصبر, وعصير التواضع ,ضع كل هذا في اناء التقوى, وصب
عليه ماء الخشية ,واوقد عليه نار الحزن ,وصفيه بمصفاة المراقبة ,وتناوله
بكف الصدق ,واشربه من كاس الاستغفار, وتمضمض بالورع ,وابعد عن الحرص والطمع
,تشف من مرضك باذن الله)فهذه وصفات للمتقين الاخلاص التواضع الخشية...
**الركن الثالث ان يشكر فلا يكفر
لقد من الله علينا بنعم لا تعد ةلا تحصى كما قال في كتابه =( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار) سورة ابراهيم
ولكن اولا يجب تحديد النعم فمنا من او
كلنا يعتقد ان الدرهم والدينار والذهب والفضة هي النعم بلا والله ليس هي
النعم الحقيقية ;فهذه نظرة قاصرة لمفهوم النعمة التى حباها الله لعباده اذن
الفقير غير منعم, وبالتالي لا يشكر, واذن يكفر .!
انتبه جيدا !!!فأعظم نعمة هي الهداية
هدايتك للتوحيد الخالص, ولاتباع النبي محمد(ص) , وبعثه بكتابه, وكفى بها
نعمة فمن لم يكفه هذا فلا كافي له وان ,وان زيحت له الدنيا بحذافرها
...فانت بهذه النعم تعرف وجودك فغيرك لم يعرف لماذا خلق اصلا يعيش عيش
الدواب ...وقد قال الله تعالى فيهم=( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم اضل أولئك هم الغافلون) سورة الاعراف
فكن شاكرا لانعمه فقد حبانا الله بما لا
يحصى ولا يعد بعدد الذرات والخلايا ولا توفي حقه سهل علينا بالحمد بالثناء
على نفسه بنفسه والا .........انظر الى فضل الله عليك في نفسك وما فيها
وفي السماء وما فيها وفي الارض وما عليها وفيما سخر لك ...فكل متحرك وساكن
يقر بالنعمة; ويشكر المنعم عليها; فالكل يسبح لله لكن لا نفقه تسبيحهم
اشكر ربك كثيرا عسى ان يبعثنا مقاما مرجوا
وقال الشاعر =
النفس تجزع ان تكون فقيرة*** والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هي الكفاف فان***أبت فجميع ما في الارض لا يكفيها
وقال الآخر=
هي القناعة فالزمها تكن ملكا***لو لم تكن لك الا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا باجمعها***هل راح منها بغير الطيب والكفن
نسال الله العظيم ان يجزي عنا علماءنا
الاجلاء موقدو الهمم في النفوس ونبارس الهدى الى الحق, وان يثبتنا الله
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة

[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]

جزاك الله الف خير و جعله في ميزان حسناتك يا الغالية

اللهم امين شكرا لك على المرور

زائر

جزاكى الله خيرا